إعدد وتحضيرا كل من: د. محمد حامد علي - مولاي ادريس المعروف - ياوب عبد الرحمن
تنشيط الشخصية
إن أهم مسؤولية ملقاة على عاتق الممثل، العمل على تنشيط الشخصية المزمع تقمصها، أي إعطاؤها الروح والجسد في آن واحد، ولتحقيق ذلك ينبغي بذل المزيد من الجهود سعيا في الحصول على الهدف المنشود. أي بث الحياة في الشخصية وبالتالي الاستيلاء على زمامها.
ولكي يتمكن الممثل من تحقيق مسعاه يتعين عليه رعايتها وتربيتها ومزيد البحث في مكنونها بواسطة تمارين جدية، قد تستغرق أسابيع أو شهورا، وأحيانا قد لا يدرك الممثل رشد ونبوغ الشخصية إلا بعد سنوات في العمل المستمر. وهذا قد يرجع إلى احتمالين اثنين:
1) أن تكون الشخصية المراد تقمصها مستعصية سيكولوجيا؛
2) أو أن يكون مستوى الممثل التقني أو الثقافي رديئا.
هذا، ولن يكون عمل الممثل تاما بالنسبة لشخصيته، إلا بعد تيقنه من سيطرته التامة عليه. وقد يحصل هذا عن طريق فهمه العميق للنص المسرحي. وتحليله الدور سيكولوجيا. مع تقويم إلقائه وتهذيب حركاته وضبط انفعالاته، إذ بهذه التقنيات كلها يتمكن الممثل من استنباط العناصر الأساسية لشخصيته، وقد يصادف جزئيا أو كليا أحيانا. ومن الممثلين من يوفق في هذا ومنهم من لا يوفق رغم قناعاتهم المطلقة بالمبادئ المذكورة أعلاه.
قد تحصل الشخصية عند كبار الممثلين، بواسطة العمليات الذهنية أثناء خلوهم بأنفسهم، أو بواسطة الحبس وأحيانا حتى بواسطة الرؤى أثناء النوم.
ومن الملاحظ أن أكابر رجالات المسرح المعاصر كأنطوان أرطو-سناني سلافسكي-كوردون كريك-جاك كوبو-جاك كوبو-رينار لوي جوفي-وغيرهم. قد ارتبطوا بهذه التقنيات اعتقادا منهم بأن لا مسرح بدون ممثل، ولا ثمة فن مسرحي دون فن الممثل، ففي خضم الاحتفالية المسرحية يعد الممثل أول صانع قبل إيجاد الحياة فوق الخشبة، وما ذلك إلا لأن حضوره الجسمي قد فرض وجوده. أما النص المسرحي قد يهتم به رجال الأدب والنقاد، لأن أهم ما يثير انتباه نقاد المسرح في خصوص الصنعة يهدف أساسا إلى الإخلاص في الأداء، والموهبة الذاتية والانتعاش والإلهام والمهارة التلقائية، وإلا يعد ذلك من الجهل بمختلف التقنيات رغم مهارة التقليد.
الجانب السيكولوجي
o جرد المواقف التي تقوم بها الشخصية أو تقوم عليه؛
o معرفة ردود فعل الشخصية أثناء المواقف الدرامية؛
o تكوين تصورات للمواقف الدراسية، وعكسها على نفسية الشخصية.
الجانب التشخيصي
o مراعاة جانب الإلقاء وفصاحة اللفظ؛
o وضعية مستوى الصوت بالنسبة للمعنى الذي تنطوي عليه الكلمة أو الجملة أو الفقرة، مع الحرص على الإيقاع الخاص والعام، والسرعة أو البطء اللذين ينبغي اتخاذهما كلمات اقتضت ظروف الحالة الدراسية ذلك؛
o البحث أثناء تهيئ الشخصية عن الصيغ الصوتية التي يتعين مزجها بالحوار الذي يحمل معنى مطابقا لشعور الشخصية بالحدث الدرامي.
الانفعالات الحسية والحركية
يكون الممثل في اضطراب مستمر لأن يعتمد أساس على أعضائه الظاهرية منها والباطنية وذلك كالتالي:
|